من مظاهر الرعاية الاجتماعية

  • إن صور أو مظاهر الرعاية الاجتماعية في الأديان السماوية فهي كثيرة و متعددة، و في الحقيقة أن ما جاءت به الأديان يعني في جوهره المظاهر الحقيقة لبداية الرعاية الاجتماعية على اختلاف مجالاتها الشاملة لكل فئات المجتمع الإنساني في كل مكان و زمان. و السؤال الذي يطرح نفسه لماذا جاءت الأديان السماوية؟ و بماذا جاءت؟ و لمن جاءت؟
  • لا شك أن الأديان السماوية الثلاثة اليهودية و المسيحية و الإسلام مصدرها واحد هو الله الأحد الصمد سبحانه و تعالي، و بالتالي فإن هذه الأديان تعتبر ثورات اجتماعية على أوضاع فاسدة كانت سائدة بين البشرية في تلك لعصور المظلمة،

  • وما حدث عند الفراعنة و الإغريق و الرومان و العرب في الجاهلية و غيرهم من الأمم الأخرى، استجابة من الله لدعوة الضعفاء و المستبعدين من الفقراء، من أجل هذا بعثت الرسل و الأنبياء، فجاء موسي عليه السلام بالديانة اليهودية كرد فعل على تلك الأوضاع السيئة التي كان يعيشها اليهود، و تقوم الشريعة الموسوية على ثلاثة مبادئ أساسية و هي ( الحق، العدل، السلام) و التي تدعو إلى مملكة الله فوق الأرض حتى تسود فيها هذه المبادئ السامية التي أنزلها الله على موسي ليدعو بني إسرائيل إلى تطبيق مبادئ الحق و العدل و المساواة.

  • و عندما انحرفت الديانة اليهودية عن هذه المبادئ السامية أرسل الله رسوله عيسي ابن مريم لقومة ليصحح مسار الديانة اليهودية، حيث دعاهم إلى مملكة الله في السماء- التي تخلو من الرذيلة و تنتشر فيها الفضيلة- و لكن بعده اختلف الناس و دعا الظلم و تعرضت الديانتان اليهودية و المسيحية إلى التحريف و التزييف و التلاعب بهما حسب أهواء معتنقيها.

  • فجاء الإسلام و هو خاتم الأديان بثورة اجتماعية شاملة لكل جوانب الحياة البشرية كافة صالحاً لكل زمان و مكان على يد نبي صادق أمين، ( محمد علي أفضل الصلاة و السلام) وما يتضمنه الإسلام من تعاليم عظيمة جليلة شاملة لحياة الإنسان في الدنيا و الآخرة، و هو المصدر الأول و الأخير للتشريعات التي تنظم حياة الفرد و الأسرة و المجتمع بأن جعل الناس سواسية في الحقوق و الواجبات، و الدين الإسلامي هو الذي نادي بالتكافل الاجتماعي من هذا المنطلق، فهو المصدر الأول للرعاية الاجتماعية الحديثة و الشاملة لكل فئات المجتمع و باتساع مجالات الحياة المختلفة، فهو زاخر بمظاهر الرعاية الاجتماعية التي أصبحت في العصر الحديث حقاً.
  • تكلفة الشريعة الإسلامية لكل إنسان في العالم اليوم، ووضع الإسلام السبل التي يتم من خلالها تمويل مظاهر الرعاية الاجتماعية من خلال مصارف الزكاة و الأمور الأخرى كالوقف و الكفارات و الصدقات و غيرها.
  • إن التعاليم الدينية مصدرها واحد هو الله سبحانه و تعالي، بنيت أساساً على عدم استغلال الإنسان لأخية الإنسان، و إعادة تشكيل العلاقات على أساس التسامح و العدل و المساواة بين الناس كافة وربط الرعاية الاجتماعية بالعقيدة الإسلامية، مصداقاً لقول رسوله محمد صلي الله عليه و سلم " كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته".
  • لا شك أن للإنسان حاجات أساسية متعددة تنبع من تكوينه البيولوجي و النفسي و الاجتماعي، و تلح هذه الاحتياجات طلباً للإشباع حتى يستطيع الإنسان أنن يستمر في الحياة، و يؤدي عدم إشباعها إلى تعرض حياة الإنسان للخطر.
  • و من صور هذه الحاجات الحاجة للغذاء، الكساء، المأوي، التعليم، الرعاية الصحية، العمل المناسب، التأمين ضد البطالة و الشيخوخة و المرض و العجز.
  • وقد ظهرت على مدي التاريخ جهود تستهدف مساعدة الإنسان عند الحاجة و العجز باعتبارها رعاية صادرة من كل الناس، و موجهه نحو كل الناس انطلاقاً من دافع فطري لتقديم العون و الخير للمحتاجين و مساعدتهم.
  • و يطلق على جهود الإنسان لتوفير الخدمات لإشباع احتياجاته مصطلح الرعاية الاجتماعية، فالرعاية الاجتماعية تشمل كافة مجهودات الإنسان في توفير برامج الخدمات لإشباع حاجاته المتنوعة، كما يشكل أيضاً نظم هذا الإشباع و تنظيماته، ومن ثم فالرعاية الاجتماعية ظاهرة اجتماعية دائمة عاشت عبر الإنسانية كلها و ستظل تعيش لأن عنصر الضرورة يحكمها، طالما أن الإنسان يعجز عن إشباع حاجاته المتعددة و المتجددة و في نفس الوقت يعجز المجتمع عن إشباع هذه الحاجات في غالب الأحيان، كما أن طبيعة الحياة في المجتمعات تخضع إلى حد بعيد لنظرية الدوافع فأينما وجد ظالم وجد مظلوم، و أينما وجد أغنياء يملكون النقود وجد فقراء محرومون، و طالما أن الكوارث الطبيعية و النكبات متوقعة و محتملة فسيسقط بالضرورة أناس صرعي لهذه الكوارث و النكبات ما لم تقم في المجتمع وسائل فعالة لمواجهتها أو للتخفيف من حدتها و الوقاية من آثارها. المجتمع و الإنسان رغم أنهما يتسببان في خلق المتاعب، إلا أنهما لا يلبثان أن ينفعلا لها فيسعيان للمساعدة في حلها.
  • و تعود نشأة الرعاية الاجتماعية إلى العصور القديمة حيث لعبت دورها الكبير بمفهومها التقليدي البسيط المتمثل في رعاية الإنسان لأخية الإنسان. و لذلك، فالقبيلة هي أساس المجتمع، حيث كانت هي الوحدة الاجتماعية المعروفة و لم تكن إلا كياناً سياسياً حكومياً... سلطة تعتمد على العصبية القبلية و على الرأي العام المحدود في القبيلة و على احترام أهلها له.

  • و كان لكل قبيلة مجلس، يسمي الملا أو النادي أو الندوة يجتمع فيها أشرافها و يتناولون الرأي في أمور المهمة خاصة في مسائل القتال أو الغزو. و ترتب القبائل إلى ست مراتب أو طبقات هي ( شعب ثم قبيلة ثم عمارة ثم بطن ثم فخذ ثم فصيلة).
  • فالشعب منه تشعبت القبائل ثم القبيلة التي انقسمت للعمارة ثم البطن نتيجة لانقسام العمارة ثم الفخذ و هو ما انقسمت فيه أنساب الفخذ. و الفخذ يجمع القبائل، و البطن يجمع الأفخاذ، و العمارة تجمع البطون، و القبيلة تجمع العشائر، و الشعب جمع القبائل. و إذا تباعدت الأنساب صاررت القبائل شعوباً، و العمائر قبائل.

  •  السقاية و العمارة/ و تشمل الآبار و تأمين النظام في المجتمع.
  •  العقاب. 
  • اللواء و الندوة و الحماية أو السدانة: تولي القيادة في القتال، و التجارة، ورئاسة مجلس القبيلة، و حراسة مفاتيح الأماكن المقدسة و خدمتها.
  • السافرة: تمثيل القبيلة في شؤون الصلح بعد القتال، و في مفاوضة سائر القبائل، و في المنافرة و المفاخرة.
  •  الرفادة: الإشراف على تحصيل الضريبة التي تصرف على الفقراء
  •  المشورة: إعطاء الرأي في الأمور المختلفة
  •  الإنفاق أو الديات: و يعني الجمع و الدفع
  •  القبة: حراسة مؤن الجيش و قيادة الخيل
  •  الحكومة و الأموال المجرة: إدارته الغنائم المخصصة للآلهة.
  • الإيسار أو الأزلام: الإشراف على السهام التي كان العرب يستقسمون بها لمعرفة رآى الآلههة.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.