النشأة و التطور في مفهوم الرعاية الاجتماعية



النشأة و التطور في مفهوم الرعاية الاجتماعية
أولاً: نشأة الرعاية الاجتماعية ( Social Welfare Establishment)
إن المطلع على الحضارات القديمة-قبل الميلاد-التي سادت، ثم بادت لوجدنا صوراً متعددة للرعاية الاجتماعية عند الفراعنة في مصر القديمة، منها العناية بالمرضي و المسنين و الجنود و الأسرة، و كذلك الرعاية التعليمية و الرعاية الصحية أو الطبية لبعض فئات المجتمع المصري القديم، و بعض الذين يتعرضون لظروف اجتماعية تقتضي المساعدة،


  • كالأيتام و الأرامل إلا أن هذه الرعاية لم تكن منظمة على أسس علمية سليمة وفق سياسة متبعة، و إنما كانت بدوافع إنسانية و كان الإحسان هو الطابع الغالب على أنشطتها.

  • و كان يوجد تمايز طبقي في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية داخل المجتمع الفرعوني و خاصة الطبقة المقربة من فرعون، مثل الكهنة و من يقومون على خدمته من قضاة و جند و غيرهم، و بقية الناس من فلاحين و عمال و فقراء و مساكين قد يتلقون بعض المساعدات من المعابد في المناسبات من حين إلى آخر، مما ربط أنشطة الرعاية الاجتماعية و صورها المختلفة بالمعابد الدينية، و يتضح من ذلك أن للدوافع الدينية دوراً بارزاً في أنشطة الرعاية الاجتماعية وصورها المختلفة بالمعابد الدينية، و يتضح من ذلك أن للدوافع الدينية دوراً بارزاً في أنشطة الرعاية الاجتماعية قديماً و حديثاً.

  • لذلك، كان المجتمع الفرعوني يؤمن بالموت و البعث، و كان لهذه العقيدة ازدهار بارز في دفع الناس لفعل الخير و البر بإخوانهم في الإنسانية لاعتقادهم بأن المتوفي سيحاسب عند إله الشمس عن الذنب الذي اقترفه في حق إنسان آخر.

  • و ما كان يحدث عند اليونان القدماء " الإغريق" يمكن القول بأن صور الرعاية الاجتماعية لم تكن واضحة جلياً كما هي عليه عند الفراعنة، و لكن هناك محاولات تقدم من قبل الدولة الإغريقية لرعاية الفقراء، لكنها غير منظمة وفق سياسة اجتماعية متبعة و مستمرة كما هو الحال في المجتمعات الحديثة الآن، و إنما كانت رعاية تنبثق عن تقاليد و عادات المجتمع الإغريقي القديم المتمثلة في القرابة و الجيرة، و ما كان يقدم من قبل الدولة من أنشطة و خدمات للرعاية الاجتماعية من حين لآخر، هو خوفاً من ثورة الشعب على الدولة الإغريقية.

  • و بالتالي الهدف من تقديم خدمات و أنشطة الرعاية الاجتماعية ما هو إلا هدف سياسي-كمسكنات-لامتصاص غضب الشعب، و خاصة الفقراء منهم.

  • و نظراً إلى تشابه الظروف الطبيعية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الطبيعية إلى حد ما عند كل من الإغريق والرومان، نجد أن صور الرعاية الاجتماعية لا تختلف كثيراً بحكم تشابه الظروف بين الحضارتين، بحيث لا توجد سياسة اجتماعية مرسومة من قبل الدولة الرومانية يمكن اتباعها في تقديم الرعاية الاجتماعية للفئات الفقيرة في المجتمع الروماني، و لكن هناك محاولات تبذل من الأهالي ومن الدولة من حين لآخر لإخماد الثورات التي يقوم بها عامة الشعب على طبقة الأشراف الحاكمة من أجل المساواة بين عامة الناس في واجبات و حقوق المواطنة في المجتمع الروماني القديم، فالطابع المميز للرعاية الاجتماعية عند الرومان هو طابع إحساني من قبل الأهالي، و سياسي من قبل الدولة.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.